بلاغة القرآن لماذا قالت النملة يا أيها النمل و ليس يا نمل في قصة نبي الله سليمان عليه السلام

بلاغة القرآن لماذا قالت النملة يا أيها النمل و ليس يا نمل في قصة نبي الله سليمان عليه السلام

� سؤال مهم للتفكير حوله مليا تابع معي .

لنعد إلى الآية في قوله تعالى : {قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون}

هل تعلم أن هذه الأية قد إشتملت على أحد عشر نوعا من البلاغة يتولد بعضها من بعض وقد ذكرها السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن أي قالت قولا مشتملا على حروف وأصوات والمراد قالته على وجه النصيحة وقد اشتمل هذا القول منها على أحد عشر نوعا من البلاغة:
أولها: النداء ب يا.
وثانيها: كنّت ب أي.
وثالثها: نبّهت ب هاء التنبيه.
ورابعها: سمّت بقولها النمل.
وخامسها: أمرت بقولها ادخلوا.
وسادسها: نصّت بقولها مساكنهم.
وسابعها: حذرت بقولها لا يحطمنكم.
وثامنها: خصّصت بقولها سليمان.
وتاسعها: عمّمت بقولها وجنوده.
وعاشرها: أشارت بقولها وهم.
وحادي عشرها: عذرت بقولها لا يشعرون.

الإعجاز البلاغي .. في قول النملة ..

� قالت : (ياأيّها النمل ) ولم تقل : يانملُ، مع أن الوجهين نداء، لكن (أيها ) فيها تنبيه ، والمنادى الحقيقي هو النمل، فلو قالت :يانملُ، لاحتمل أن يفوت النداء بعض النمل وخاصة البعيد منها ، فلا يدخل مسكنه وهي تريد أن تنبه النمل جميعاً، أما (ياأيها النمل ) تفيد النداء والتنبيه ، وهذا ما قصدت إليه النملة.

� قالت : (ادخلوا ) خطاب من النملة لمجتمع النمل بضمير العقلاء، فهي لم تقل : ادخلي أو ادخلنْ، وإنما خاطبتهم بضمير العقلاء"واو الجماعة" لأنها لمّا قاربت حد العقل، ذُكرت يما يُذكر به العقلاء.

� وقالت (مساكنكم ) يعني أن كل واحدة من النمل تدخل إلى مسكنها وتستقر فيه، ونفهم من كلامها في الآية الكريمة انّ لكل نملة مسكنا.

� وقالت (مساكنكم ) ولم تقل بيوتكم أو جحوركم، لأنهم في وضع حركة، والحركة ضدها السكون، فاختارت لفظ المساكن لتدل على وجوب السكون بعد الحركة.

� وقد ذكرت سليمان باسمه العَلَم، ولم تذكر صفته،فلم تقل : نبي الله سليمان، وذلك لأن النمل يعرف سليمان الذي يحكم الجميع، ولأن النملة كانت تريد توصيل الخبر بسرعة، فليس ثمة وقت لتقول: نبي الله سليمان.

� وقالت "جنوده" ولم تقل جنده. لأن الجند هم العساكر فقط، أما الجنود فهم جميع من يخضع لسليمان عليه السلام من الجن والإنس والطير.

� وقالت: (سليمان وجنوده ) ولم تقل : جنود سليمان، حتى ترفع العذر عن سليمان، فلو قالت : جنود سليمان، لكان سليمان غير عالم، إذاكان قاصدا اوغير قاصد.

� وقالت لايحطمنكم ) ولم تقل (لا يقتلنكم) وفعل يحطمنكم مقصود في الآية الكريمة،لأنه ثبت علمياً أن جسم النمل يتركب معظمه من كمية كبيرة من السليكون الذي يدخل في صناعة الزجاج، وكلمة التحطيم هي أنسب الكلمات التي تدل على التكسير والتهشيم والشدة.

� والتحطيم هو كسر الشيء اليابس فقط، أما التهشيم فهو كسر الشيء اليابس والرطب. لذلك ذكر الله التحطيم لأنه أنسب وأخص بجسم النمل، وهذه الكلمة من الإعجاز العلمي للقرآن، حيث كشف العلم حديثا أن جسم النمل يتركب من السليكون الصلب، فكلمة يحطم مناسبة جدا للمواد التي يتركب منها جسم النمل.

� وقد هاجم بعض الجهلاء وخفاف العقل والنظر القرآن في استخدامه كلمة ( لا يحطمنكم ) وقالوا كيف يستخدم القرآن كلمة التحطيم لجسم النمل اللين، ولكن العلم الحديث أخرس ألسنة المغرضين والجاهلين والملحدين، وأثبت أن أنسب كلمة تستخدم لتكسير جسم النمل هي (التحطيم ).

مقولة الوليد بن المغيرة حول بلاغة القرآن الكريم,الشامل في بلاغة القرآن pdf,أفضل كتب بلاغة القرآن,من شدة تعجب العرب من بلاغة القرآن الكريم,من بلاغة القرآن,بحث عن بلاغة الق